افتض بكارتي دون توثيق الزواج
♦ الملخص:
امرأة تحمل ماضيًا مؤلمًا؛ حيث خطبها أحد الرجال من أمريكا، وافتض بكارتها، دون توثيق لعقد الزواج، ما جعلها ترفض كل من يتقدم إليها؛ خوفًا من ليلة الدخول، وتسأل: هل تحاول الوصول مع هذا الرجل إلى حلٍّ، أو تنسى الأمر، وتنتظر نصيبها؟
♦ التفاصيل:
أنا سيدة حاصلة على ماجستير إدارة الأعمال من مدرسة سويسرية مرموقة، مصابة باضطراب الفصام وأتعالج منه منذ أكثر من عشر سنوات، درست في البيت وحدي، وأخشى الخروج للعمل دون سبب، ملتزمة بالحجاب، والرقية الشرعية، وأُخرِج الصدقات، مشكلتي أنني في الماضي البعيد خطبني أحد الرجال من أمريكا، وافتضَّ بكارتي، وتركته دون مطالبته بتوثيق عقد الزواج، ومن ثَمَّ فقد اعتذرتُ لكلِّ ما تقدم إليَّ للزواج مني؛ خوفًا من ليلة الدخول، لأنني لا أدري ما سأقوله، سؤالي: هل من الحكمة الرجوع لهذا الماضي الذي كان سببًا في دخولي المستشفى؟ وهل من الخطأ محاولة الكلام مع هذا الرجل الذي أخطأت معه في حق شرفي وشرف أهلي؛ للوصول إلى حلٍّ؟ وماذا يجب عليَّ فعله؟ هل أتوب من الماضي كله وأنسى الموضوع، وأنتظر نصيبي إن شاء الله؟ أجيبونا مأجورين.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فحياكِ الله يا أختي، وأسأل الله أن يثبتكِ على الصراط المستقيم، وأن يصرف عنكِ وساوس الشياطين، وأن يفرِّج عنكِ كربتك، ولي معكِ وقفات:
• التوبة والرجوع إلى الله نعمة عظيمة من أهم النِّعَمِ والعطايا التي يقسمُها ربُّ العالمين على عباده، فالله سبحانه يفرح بتوبة عبده، ولا يعطيها إلا لمن يحبهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عز وجل: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه حيث يذكُرني، والله لَلَّهُ أفْرَحُ بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالَّته بالفَلاة، ومن تقرَّب إليَّ شبرًا، تقرَّبت إليه ذراعًا، ومن تقرب إليَّ ذراعًا، تقربت إليه باعًا، وإذا أقبل إلَّي يمشي، أقبلتُ إليه أُهَرْوِلُ))؛ [رواه مسلم].
• يقول الشيخ ابن باز رحمه الله: “من علامات قبول الله لتوبة العبد، وأعماله، استقامتُهُ على الحق والهدى، والسَّير على المنهج القويم، فهذا من علامات أن الله وفَّقه، وقبِل به”؛ [موقع ابن باز الإلكتروني]، فهذه بشرى لكِ – يا أختي – على استقامتكِ.
• عليكِ – يا أختي – نسيان الماضي، وفتح صفحة جديدة مع نفسكِ ومع الآخرين، اهتمي بصحتكِ وجمالكِ، وأخلاقكِ وتدينكِ، وعلاقاتكِ مع الناس، اهتمي بقدراتكِ وطوِّريها، وابحثي عن وظيفة تلائِمُكِ، وتكون بابَ رزقٍ لكِ.
• الستر على نفسك، ولا تذكري قصص الماضي لأحدٍ أيًّا كان، وحاولي علاج فضِّ البكارة مع طبيبة النساء، استشيريها في طريقة ترقيع البكارة، أو حسب ما تراه الطبيبة، على أن تكون الطبيبة موثوقة، وتخاف الله فيكِ.
• اقطعي صلتكِ بالرجل، واعتبريها صفحة من الماضي وانتهت، تخلَّصي من أي شيء يذكِّركِ بالماضي معه؛ مثل: الصور أو الرسائل، أو الهدايا أو الملابس، أو غيرها.
• ابحثي عن البركة في حياتكِ، في نفسكِ وأعمالكِ، ومالكِ، وفي بيتكِ، فهناك أعمال وأقوال وَرَدَت عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا عمِلها العبد حلَّت البركة عليه، وأنصحكِ بكتاب: “الأسرة المباركة”، للكاتب: عدنان الدريويش، تجدينه على موقع الألوكة الإلكتروني، جمع فيه الكاتب معظم الأحاديث التي تتحدث عن البركة.
• أنصحكِ بالعمل التطوعي ومساعدة الآخرين، وتفريج الكرب عنهم، ففيها خير كثير؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسْلِمُه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربةً، فرَّج الله عنه بها كربةً من كُرَبِ يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة))؛ [رواه مسلم].
• حضور حلقات التحفيظ ومجالس العلماء؛ فيها تتعرفين على أخوات صالحات وأُسَرٍ مباركة، وتذكَّري مثلما أنكِ تبحثين عن زوج صالح، هناك من يبحث عن زوجة صالحة، سواء لابنها أو لأخيها أو لقريبها.
• الدعاء الصالح يا أختي، والالتجاء إلى الله هو الذي يُغيِّر من حال إلى أفضل حال، وإذا تأخر الفرج، اصبري واحتسبي الأجر، فنحن كَبَشَرٍ لا نعلم أين الخير والصلاح لنا، فقد يكون الخير والصلاح لمثلكِ هو التأخير أو المنع، فالله سبحانه هو مُصرِّف الأحوال.
أسأل الله العظيم أن يفتح لكِ أبواب الخير، وأن يصرف عنكِ كل شر، وصلى الله على سيدنا محمد.
تعليقات الفيس بوك