زوجي غاضب طول الوقت

السؤال:

الملخص:

امرأة متزوجة تشكو عصبية زوجها الزائدة التي تصل به إلى السب والشتم والضرب، وقد كرِهَتِ الحياة، وتريد مفارقته بالطلاق، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

أنا امرأة متزوجة منذ أربعة أعوام، أعاني مشاكل كثيرة مع زوجي أبرزها الغضب السريع على أتفه الأشياء؛ من أعمال المنزل، وشؤون الطفلة؛ حيث ينفجر زوجي بصورة مفرطة، ويسبُّ ويشتم، وأحيانًا يصل به الأمر إلى سبِّ الدين والذات الإلهية، ومؤخرًا صار يستسيغ ضربي، وإن لم يكن مبرحًا، زوجي يصلي ويصوم، ويتحمل مسؤولية البيت، ليس فيه من سوء الخُلُق إلا العصبية الزائدة، وأنه يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في المنزل، مع أنني أُحسن التدبير والاهتمام، وقد حاولت بعدة طرق التغاضي والإصلاح، لكني الآن أشعر بيأس كبير؛ لأني كلما حاولت الإصلاح، وأن أُعطيَ أكثر، يشعرني أنني بلا كرامة، فإذا ذهبت يومين عند أهلي وعُدتُ، قال لي: أنتِ بلا كرامة؛ لأنك عُدتِ، حاليًّا أفكر في الطلاق بشكل جدِّيٍّ، فخلال زواجنا لم أشعر بالفرح ولا الاستقرار، بل بالمرض والحزن والبكاء، طبيعة عمل زوجي راقية، وهو يتعامل مع الناس في الخارج مثل العسل؛ فهو ودود لطيف، أما أنا فأعاني منه في البيت؛ فهو – في معظم الأحوال – غاضبٌ، وأنا لم أعُد أقوى على الاحتمال، كرِهت الحياة، وأتمنَّى مفارقته، لكني أريد النصيحة، فبمَ تنصحونني؟

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكِ الله يا أختي، وأسأل الله العظيم أن يكتب لكِ الخيرَ أينما كان، وأن يفرِّج عنكِ همكِ، ويصلح لكِ زوجكِ وذريتكِ، وأنصحكِ بما يلي:

من أهم أسباب الزواج الحصول على السَّكِينة والاطمئنان، وإعفاف الزوجين عن الحرام، وتكوين أسرة مطمئنة متماسكة؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].

متعلق:  حين لا يفهم الكبير ما يفعله الصغير

اختلاف الرأي والوقوع في المشاكل خاصة بين الزوجين أمرٌ طبيعي، وسبب ذلك أن كليكما تربَّى في بيئة مختلفة، وكذا اختلافكما في الشخصية والتدين والأخلاق، لكن هذا الاختلاف ليس مبررًا للزوج أو للزوجة أن يتعدَّى على شريكِ حياته بالسبِّ أو اللعن أو الضرب.

الجدال بين الزوجين لا يأتي بخير، فقد ذمَّه الشرع والنقل وتجارب الناس، فكم من حوادث الطلاق والضرب والقتل وقعت بعد الجدال، خاصة عندما يكون فيه اتهامٌ ورفعٌ للأصوات، والسب واللعن، وغيرها من وساوس الشيطان! لذا كلما كان الحوار هادئًا ومحترمًا للطرف الآخر، كانت النهاية إيجابية.

اسألي نفسكِ: هل عادته معكِ هو الإهانة وعدم الاحترام، أو أنه يكون لسبب معين؟ فإن كان هناك سببٌ، فحاولي أن تَجْتَنِبِيه، أما إذا كان السبب هو أنه يكرهكِ ولا يريدكِ، ويرغب في الطلاق منكِ، هنا من الأفضل أن تبتعدي عنه مدة من الزمن؛ حتى تهدأ النفوس، ثم تقرِّري ما تريدين.

تذكَّري أن الزوجة لا بد أن تكون لها قيمة في بيتها وعند زوجها، فإذا افتقدت قيمتها عند زوجها وأولادها، أصبح فقدها سهلًا وإهانتها متكررةً؛ لذا عليكِ أن تسألي نفسكِ: ما قيمتكِ عند زوجكِ؟ هل هو المال أو المنصب والوظيفة، أو المكانة الاجتماعية، أو الدين والأخلاق، أو الجمال والجنس؟ حاولي أن تتعرفي على زوجكِ أكثر، وما الصفات التي يرغبها في زوجته، وأنتِ تملكينها، يا بنتي، قوي نقاط قيمتكِ في بيتكِ؛ لأن الزوج يهدأ ويحترم خوفًا من فَقْدِ هذه القيم، خاصة من الرجال الذين لا يخافون الله في زوجاتهم.

ابحثي عن البركة في حياتكِ؛ في نفسكِ وأعمالكِ ومالكِ وفي بيتكِ، فهناك أعمال وأقوال وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا عمِلها العبد حلَّت البركة عليه، وأنصحكِ بالاطلاع على كتابي: (الأسرة المباركة)، تجدينه على موقع الألوكة الإلكتروني، جمعت معظم الأحاديث التي تتحدث عن البركة.

متعلق:  زواج عبر الهاتف

جرِّبي ألَّا تناقشيه مدة أسبوعين عن أي موضوع يسبِّب لكما قلقًا أو توترًا، حتى وإن فتح موضوعًا لا تقبلينه، أو رَفَضَ طلبًا لكِ بالذهاب لمكان معين، أو شراء حاجة، لا تهاجميه ولا تتوتري، حاولي الابتعاد عنه قليلًا، ثم ذكِّريه بعد ساعات عن حاجاتكِ، وبإذن الله سَتَرَين الفرق.

أنا لا أقول: إن الزوج سيتغير سريعًا، ولا أدَّعي أن حاله سيصلح، لكننا مطالبون أن نُغيِّرَ من أنفسنا أولًا، حتى يبارك الله لنا؛ كما قال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، لكن تذكَّري أن الحرب الدائرة بينكما، والجدال المتكرر لا يُسبِّب إلا ألمًا وشرخًا في القلوب قبل العلاقة الزوجية، عدا ما يُسبِّبه من ألم وقَهْرٍ في قلوب الأطفال.

ابتعدي عن الانتقاد، الانتقاد السبب الرئيس لإغلاق القلوب والنفوس عن التقبُّل والتغيير، فكثرة الانتقاد تجعل الرجل يكره السلوك، ولا يقتنع به، أو يعمله عنادًا لمن نصحه، حتى يصل الأمر إلى أن يكره الناصح نفسه.

لي أكثر من 18 سنة في الاستشارات، ووجدت أن أفضل وسيلة للتغيير هي مهارة الاحترام، ومهارة الحب، وأقصد أن يقتنع هو أنكِ تحترمينه قولًا وفعلًا، أن يقتنع هو أنكِ تحبينه قولًا وعملًا، وسترين الفرق بإذن الله، ولكِ أن ترجعي إلى كتابي: (رياحين العلاقة الزوجية)، وكتابي: (أولادنا وبناء القيم)، وكلاهما تجدينهما على موقع الألوكة، ستتعلمين بإذن الله منهما طريقة بناء القيم.

اهتمي بصحتكِ وسعادتكِ أكثر وأكثر، وتذكري أن الرجل بطبيعته يحب الفريسة إذا ابتعدت عنه وهي تُغريه لصيدها؛ لذا أنصحكِ؛ اهتمي بلباسكِ وجمالكِ وصحتكِ، ابتسمي واضحكي ولا تنتقدي أو تسخري منه، ولا أقصد الهروب منه، وإنما دَعِيه يرى جمالكِ وأنوثتكِ وأخلاقكِ، صدِّقيني إذا رآها فسيتغير بإذن الله من أجلكِ حتى لا يفقدكِ.

متعلق:  صديقتي المقربة كشفت اسراري مع شاب على واتس اب

الطلاق ليس هدفًا لنا في الحل، وإنما إذا افتقدت الزوجة كرامتها في بيت زوجها، ورأت بعد دراسة السلبيات والإيجابيات لِما بعد الطلاق، أن الحل الوحيد للحفاظ على سلامتها وكرامتها وصحتها هو الطلاق، عليها أن تقرر بعد استشارة المقرِّبين منها، ومن يحبها ويريد الخير لها.

أخيرًا: الدعاء الصالح بأن يكتب الله لكِ الخير أينما كان، وبصلاح الجميع، فلعلَّ الله سبحانه أراد أن يبتليكِ ليرفع منزلتكِ في الجنة على صبركِ واحتسابكِ الأجرَ، فلا تستعجلي في اتخاذ القرار.

أسأل الله العظيم أن يصلحكِ لكِ نفسكِ وزوجكِ، وأن يسخر لكِ زوجكِ، وأن يسخركِ له، وأن يصلح لكما الذرية، وصلى الله على سيدنا محمد.

 

 

 


#زوجي #غاضب #طول #الوقت

من فضلك سجل دخولك أو قم بتسجيل حساب للإجابة على هذا السؤال

تعرف صديق قد يستطيع إجابة هذا السؤال ؟ شارك أصدقائك

تعليقات الفيس بوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

يُرجى السماح بعرض الإعلانات على موقعنا الإلكتروني.

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.

Total
0
Share