خطيبي أقصر مني
♦ الملخص:
فتاة خُطبت لشابٍّ ذي خلق واجتهاد، لكنَّ شكله لا يعجبها؛ فهو أقصر منها، وتشعر أنها تعجَّلت في قبوله، وتسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
أنا فتاة في العشرين من عمري، خطيبي ذو خُلُق ومجتهد، وشخصيته جيدة، وافقت عليه مع أنني في الرؤية الشرعية لم يعجبني شكله، فهو أقصر مني بنحو ثلاثة سنتيمترات، وبعد مدة أشعر أنني تعجَّلت في قبوله، فلا رغبة لي في الزواج منه.
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى؛ أما بعد ابنتي المباركة:
فأسأل الله العظيم أن يوفقكِ لكل خير، وأن يرزقكِ زوجًا صالحًا وذرية صالحة، وأنصحكِ بالآتي:
• البركة في النفس والمال والصحة، وفي كل ما تملكينه نعمة عظيمة من الله سبحانه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل الله البركة في كل شيء؛ كما جاء في صحيح مسلم: ((اللهم بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مُدِّنا))؛ لذا عليكِ – يا بنتي – أن تُكْثِري من الدعاء بالبركة في أن يرزقكِ الزوج الصالح، والذرية الصالحة وفي كل شيء.
• عليكِ – يا بنتي – بالسؤال والبحث عن الرجل، عن أخلاقه وعاداته، وتدينه ووظيفته، إلى أن يطمئن قلبكِ، واجعلي معيار الدين والخُلُق هما الأساس؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا خُطِبَ إليكم مَن ترضَون دينه وخُلُقه، فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض))؛ [أخرجه الترمذي].
• من حق الرجل ومن حق الفتاة البحث عن الجمال في الشريك الآخر، وهو ليس مجبرًا بالاقتران بشخص يكره شكله لأي سبب كان، بل من حقه أن يرفض ويبحث عن البديل، هذا حقك يا بنتي، خاصة إذا كان العيب واضحًا ومشاهَدًا، لكن بالمقابل هل تضمنين أن يأتي شخص جميل ذو خلق ودين؟ أنتِ أدرى بنفسكِ، وأدرى بعدد الطارقين والخاطبين لكِ.
• كم من القصص التي عشناها وسمعناها، يكون فيها الدين والخُلُق الحسن هو أساس نجاح الأسرة، وليس الشكل والوظيفة والمال! الزوجة تحب من يحترمها ويقدِّرها، ويحبها وينفق عليها، ولا يقصر معها، فإن كان خطيبكِ من هذا النوع فلا تضيِّعيه، وأما إن كان من النوع المتكبِّر والمتعالي بدينه وماله وأسرته، فابتعدي عنه.
• اسألي عن الرجل وعن أقاربهم ومن تزوج منهم، انظري إلى حياتهم وتعاملاتهم، انظري إلى أولادهم وأشكالهم، بعض الأسر يغلب عليها الطيبة والخُلُق الحسن والجمال، ستجدين عند البحث عن بعض الأسر الجمال والشكل يختلف بين الإخوان والأخوات، فلعل هذا يعطيك دافعًا في اتخاذ القرار.
• استشيري أهلكِ وأسرتكِ وأقاربكِ، ثم توكَّلي على الله، واتخذي القرار الذي ترين فيه مصلحتكِ، أنا يا بنتي لا أدعوكِ بالاقتران به أو تركه، لكني أحب أن تتخذي قراركِ وأنت مطمئنة، حتى لا نأتي في المستقبل ونقول: يا ليت.
• أخيرًا يا بنتي، التوفيق بيد الله، نحن علينا فعل الأسباب، بالبحث والسؤال ثم التوكل على الله ودعائه بالتوفيق.
أسأل الله العظيم أن يشرح صدركِ لكل خير، وأن يصرف عنكِ كل شر، هذا وصلى الله على سيدنا محمد.
تعليقات الفيس بوك