صداقة على الفيس بوك

السؤال:

 

الملخص:

فتاة عرفت شابًّا غيرَ مسلمٍ في الثلاثين من عمره عن طريق الفيس بوك، وقد أخبرها أنه غير متزوج، وظلت تحدثِّه ثلاثة أشهر تحاول إقناعه بالإسلام، فلما رجع إلى بلده أخبرها أنه متزوج، وأرسل إليها صورة أسرته؛ ما أثار حفيظتها، وهي الآن تريد إخبار زوجته بما كان انتقامًا منه، وتسأل: هل تفعل ذلك؟

 

تفاصيل السؤال:

في شهر فبراير الماضي أرسل إليَّ شابٌّ طلب صداقة على الفيس بوك، في الثلاثين من عمره، غير مسلم، وقَبِلْتُهُ، علمت مؤخرًا أن الصداقة الإلكترونية خطأ في الدين، وتحدثنا لمدة ثلاثة أشهر، وحاولت خلالها إقناعه بالإسلام بالدعوة المباشرة وغير المباشرة، وأخبرني أنه غير متزوج في البداية، كان مسافرًا وموجودًا في بلدي في ذلك التوقيت الذي تحدث إليَّ فيه، وبعد أن عاد إلى بلده أخبرني أنه متزوج، وأرسل لي صورة مع زوجته وأبنائه، وأخبرني أنه أخبرها عني كصديقة من البلد الذي سافر إليه، لكنها لا تعرف أنه كان يتحدث إليَّ بالفعل طوال الأشهر الثلاثة، هذا الأمر أثار حفيظتي، والآن أريد أن أرسل إلى تلك الزوجة الحديثَ الذي دار بيني وبينه بدافع الضيق، وحتى تأخذ حِذْرَها منه، أرجو توجيهكم قبل أن أفعل ما أندم عليه، هل أفعل ما أريد ولا حرج فيه أو لا؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

 

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فمرحبًا أختي الكريمة، ونشكركِ على الثقة بشبكة الألوكة، وطلب الاستنارة بآراء المختصين.

 

الذَّنبُ قد وقع، والحمد لله على هذه الإفاقة، وعدم التوغُّل في العلاقة الخاطئة، وسبحانه ربٌّ رحيم يحفظ عبده ويعينه على نفسه.

متعلق:  تخلت عني بعد ارتكاب الحرام

 

بعض الفتيات وكذلك الشباب يسألون عن كيفية التخلُّص من هذا التعلُّق القلبي، لكنكِ قد تجاوزتِ هذا الأمر بفضل الله، فقد رأيتِ منه ما تكرهين وأثارَ حفيظتَكِ عليه؛ فاحمدي الله الذي أعانكِ على التخلُّص من هذا التعلُّق، وهذه الرواسب التي تُعكِّر صفو القلب.

 

أختي الفاضلة، أَمَا وقد عرفتِ أن هذا التواصل كان خاطئًا وأقلعتِ عن الذَّنب، فاستغفري لذنبكِ واندمي على ما فات، واعزمي على عدم العودة لمثل هذا المَسلَك، واشكري الله أن كَشَفَ لكِ كذبه.

 

تُلِحُّ على الإنسان رغبات عديدة، منها ما ينفع ومنها ما يضر، ولو استجاب لكل رغبة لَأَضَرَّ بنفسه، وقد تَغلِبُه نفسه، فينبغي عليه حينها أن يُجاهدها، وأن يستعين بالله على ذلك.

 

ولا شكَّ أن وصول الإنسان إلى الحياة الزوجية الآمنة، وانتظام أمور هذه الحياة أمرٌ يسعى إليه الكثيرون، ويتشوَّقون لتحقيقه، ومن الطبيعي قلق الإنسان في تأخر تحصيل ذلك، لكن يجب عليه ألَّا يستجيب لصوت القلق بداخله؛ حتى لا يحمله على ما لا تُحمَد عُقباه.

 

وعلينا أن نَسلُكَ الطُّرُق الآمنة للوصول إلى شريكِ الحياة، ونبتعد عمَّا يكون مصدرًا للانحراف العاطفي والأخلاقي؛ فبعض العلاقات خارج إطار الزواج كانت نية أصحابها – أو أحدهما – الزواج فقط، ولم يَدُر في خَلَدِه أبدًا أن تتحول إلى علاقة غير شرعية.

 

وانظري كيف أغواكِ الشيطان ولَبَّس عليكِ الحق بالباطل؛ حيث لمَّعَ لكِ هذا التواصل وصَبَغَه بِصِبغَة شرعية، وجعلكِ تتوهمين الدعوة إلى الله من خلال هذا التواصل!

 

وبالنسبة لإخبار زوجته؛ فلا أرى ذلك مناسبًا، وأعتقد أن في هذا الأمر إفسادًا لعلاقتها بزوجها، وقد لا تستطيع منعه من هذه السلوكيات السيئة.

 

واعلمي أن الله سبحانه على كل شيء شهيد، وأنه هو الحَكَم العدل، ولن يضيِّع لكِ حقًّا، فلا تسعَي للانتقام.

متعلق:  والداي يشجعانني على المعصية

 

المهم أن تقطعي التواصل به تمامًا وتنسي أمره، وأن تعتبري مما حصل لكِ، وأن تأخذي الحذر من مواقع التواصل هذه؛ فهي غير آمنة، ويكثُر فيها الخداع.

 

سائلًا الله أن يحفظ عليكِ دينكِ وعِفَّتَكِ، وأن يُغنِيَكِ بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.




#صداقة #على #الفيس #بوك

تعليقات الفيس بوك

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

يُرجى السماح بعرض الإعلانات على موقعنا الإلكتروني.

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.