أبي وأمي مثل الإخوة
♦ الملخص:
فتاة تزوج أبوها منذ سنوات، وتركهم، ولم يكن يأتيهم إلا ضيفًا، وانعدمت العلاقة الزوجية بينه وبين أمها، ثم أراد إخوتها – وهم خارج البلاد – أن يستقدموها وأمها وأختها؛ لذا طلبت من أمها أن تتطلق من أبيها، وتسأل: هل ما فعلته صواب؟
♦ التفاصيل:
تزوج أبي امرأة أخرى غير أمي، وظلَّ سنواتٍ لا يأتينا إلا مرة في الأسبوع، ولا يبيت معنا، ولما اختلف مع زوجته، عاد إلينا، لكنَّ علاقته بأمي لم تزَلْ مثل الإخوة، يعاملنا معاملة سيئة، يجرح أمي حتى لو حاولت أن تساعده، يفرِض علينا ألَّا يأتينا ضيوف لزيارتنا، ويُحرجنا معهم، أيضًا يعاني والدي من أمرين؛ أولهما: البخل، وثانيهما: سوء الظن والوسواس، ثم إن لدينا إخوةً خارج السودان يريدون أن نقدم عليهم أنا وأختي ووالدتي، أما والدي فيريد أن يظل مع زوجته الجديدة؛ لذا طلبنا من أمي أن تطلب الطلاق؛ لأن لا رغبة لأحدهما في الآخر، ولم يبقَ من علاقتهما إلا ما يجرُّ عليهم الذنوب، فما رأيكم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فما دمتم سألتم سؤالًا محددًا وهو: هل على والدتك إثم إذا طلبت الطلاق من والدك؛ لكثرة المشاكل بينهما، وتعذُّر الإصلاح بينهما، ولتفريط الوالد في حقوق والدتكِ؟
فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق إلا عند وجود ما يدعو إلى ذلك؛ كسُوءِ العِشرة من الزوج؛ لِما روى أبو داود والترمذي وابن ماجه، عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيُّما امرأة سألت زوجها طلاقًا في غير ما بأسٍ، فحرامٌ عليها رائحة الجنة))؛ [صححه الألباني في صحيح أبي داود].
فإذا تعذَّر الاستمرار في الحياة الزوجية بسبب سوء عشرة الزوج، جاز للمرأة طلب الطلاق من زوجها، وكذلك إذا كرهته كرهًا تامًّا لا تُطيق معه الحياة مع زوجها، فتطلب الخلع للحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما ((أن امرأة ثابت بن قيس أتَتِ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس، ما أعتِبُ عليه في خُلُقٍ ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أترُدِّين عليه حديقته؟ قالت: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقبَلِ الحديقة، وطلِّقها تطليقةً))؛ [رواه البخاري].
حفظكم الله، ودلكم على ما فيه الخير.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
تعليقات الفيس بوك